خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٦٢
أما الحكماء أو الفلاسفة الإلهيون فقد سلكوا طريق القسمة المشار إليه، إلا أن دليل الاثبات عندهم انصب على اثبات أن أحد القسمين واجب الوجود لذاته، وهو المطلوب.
دليل المتكلمين:
وخلاصة دليل المتكلمين الأول المعتمد على مبدأ العلية، هي:
بدأوا دليلهم بتأليف قياس منطقي من الشكل الأول وهو:
كل جسم لا يخلو من الحوادث + وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث = كل جسم حادث.
- ثم قالوا:
لا يتم الاستدلال بهذا القياس والاحتجاج بهذه الحجة الا بعد اثبات أربع دعاوى اعتمدها القياس خطواته في الوصول إلى النتيجة، وهي:
أ - وجود الحوادث.
ب - حدوث الأجسام.
ح - كل جسم لا يخلو من الحوادث.
د - كل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث.
واستدلوا لاثبات القضية الأولى:
بلان الأكوان الأربعة (الحركة والسكون والاجتماع والافتراق) - التي نشاهدها ونحسها تعرض للأجسام - هي أمور ثبوتية لها واقع مشاهد ومحسوس.
وكما شاهدناها وأحسسنا بها تعرض للأجسام، كذلك نراها تتبدل وتتغير مع ثبوت الأجسام.
وهذا دليل على أ - انها أمور موجودة، وهو المطلوب.
ب - انها غير الأجسام.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 57 58 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»