حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٦٩
وكما ذهب بعض مفسري الشيعة إلى التفسير بالقرآن أو بالرأي الملتزم، فقد ذهب بعض مفسري أهل السنة إلى هذا أيضا.
فهناك مدارس في التفسير، لا طوائف، لذا فإن محاولة الدكتور صبري المتولي في كتابه (منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم) لا تزيد على كونها محاولة قسرية تعسفية في حصر مذهب أهل السنة في منهج ابن القيم وشيخه ابن تيمية، رغم العلم القطعي بأنهما سلكا مسلكا مختلفا في معالمه الأساسية عن مناهج أكابر مفسري أهل السنة كأبي حاتم الرازي، والطبري، والثعلبي، والواحدي، والثعالبي، والبغوي، والسيوطي، والآلوسي وغيرهم، فلا يصح بغير القسر والتعسف إخراج هذه التفاسير كلها عن إطار أهل السنة، كما لا يصح - بغير القسر والتعسف - توحيد مناهج هؤلاء المفسرين كلهم وغيرهم في منهج واحد محدد وواضح المعالم.
6 - فيما فرض التراث المعتزلي وجوده من خلال التفسير الكشاف للزمخشري وتفسير القاضي عبد الجبار، يلاحظ أن التراث الزيدي قد أهمل بالكامل حتى في أوسع الدراسات النقدية، وهذا بلا شك تفريط بقدر لا يستهان به من التراث الإسلامي.
لا بد أن يشار هنا إلى أن السيد جمال الدين القاسمي قد تدارك هذا التفريط فعرف للزيدية بعض حقهم، فذكر شيئا من أقوال بعض مفسريهم في جملة ما ذكره من كلام المفسرين عند بعض الآيات، لكنه في الحقيقة قد اكتفى بذكر بعض ما علقوه على تلك الآيات من أحكام وفوائد، دون التفسير..
ففي تفسير سورة المائدة - على سبيل المثال - ذكر أقوالهم في عدة مواضع منها:
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 73 74 75 ... » »»