تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٠
يذكر صلى الله عليه وآله وسلم بعد هذا الاهتمام إلا ولاية أمير المؤمنين وولاية عترته الطاهرة الذين يقدمهم هو صلوات الله عليه وعليهم، كما في نقل مسلم، فهل من الجائز أن تكون تلك المهمة المنطبقة على هذه الولاية إلا معنى الإمامة المصرح بها في غير واحد من الصحاح؟ وهل صاحبها إلا أولى الناس بأنفسهم؟
القرينة السادسة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد بيان الولاية لعلي عليه السلام : هنئوني هنئوني! إن الله تعالى خصني بالنبوة، وخص أهل بيتي بالإمامة، كما مر ص 274.
فصريح العبارة هو الإمامة المخصوصة بأهل بيته الذين سيدهم والمقدم فيهم هو أمير المؤمنين عليه السلام، وكان هو المراد في الوقت الحاضر.
ثم نفس التهنئة والبيعة والمصافقة والاحتفال بها واتصالها ثلاثة أيام - كما مرت هذه كلها ص 269 - 283 - لا تلائم غير معنى الخلافة والأولوية، ولذلك ترى الشيخين أبي بكر وعمر لقيا أمير المؤمنين فهناه بالولاية. وفيها بيان لمعنى المولى الذي لهج به صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يكون المتحلي به إلا أولى الناس منهم بأنفسهم.
القرينة السابعة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد بيان الولاية: فليبلغ الشاهد الغائب، كما مر ص 33 و 160 و 198.
أو تحسب أنه صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذا التأكيد في تبليغ الغائبين أمرا علمه كل فرد منهم بالكتاب والسنة من الموالاة والمحبة والنصرة بين أفراد المسلمين مشفوعا بذلك الاهتمام والحرص على بيانه؟!
لا أحسب أن ضؤولة الرأي يسف بك إلى هذه الخطة، لكنك ولا شك تقول:
إنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يرد إلا مهمة لم تتح الفرص لتبليغها، ولا عرفته
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»