تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٤
الرابعة: ما صح عن سعد بن أبي وقاص من قوله: والله لئن يكون لي واحدة من خلال ثلاث أحب إلى من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس: لإن يكون قال لي ما قال له حين رده من تبوك: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟! إلا أنه لا نبي بعدي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس...
الحديث (1).
وقال المسعودي في مروج الذهب 2: 61 بعد ذكر الحديث: ووجدت في وجه آخر من الروايات وذلك في كتاب علي بن محمد بن سليمان النوفلي في الأخبار، عن ابن عائشة وغيره أن سعدا لما قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرط له معاوية وقال له: اقعد حتى تسمع جواب ما قلت، ما كنت عندي قط ألأم منك الآن، فهلا نصرته؟ ولم قعدت عن بيعته؟ فإني لو سمعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل الذي سمعت فيه لكنت خادما لعلي ما عشت؟!
فقال سعد: والله إني لأحق بموضعك منك!
فقال معاوية: يأبى عليك بنو عذرة، وكان سعد - فيما يقال - لرجل من بني عذرة... الكلام.
وصح عند الحفاظ الاثبات أن معاوية أمر سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب ؟! قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه، لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي وخلفه في تبوك، فقال له علي: يا رسول الله!
تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟! إلا أنه لا نبي بعدي...
الحديث (2).

(1) خصائص النسائي: 32، مروج الذهب 2: 61.
(2) جامع الترمذي 2: 213، مستدرك الحاكم 3: 108 وصححه وأقره الذهبي.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»