بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤١
سبحانه: * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * (1) فقد كانوا على اعتقاد أن الأحبار والرهبان يملكون مقام التشريع فلهم أن يحلوا الحرام أو يحرموا الحلال بأخذ شئ من حطام الدنيا.
إلى غير ذلك مما يبين عقيدة المشركين في العصر الجاهلي ويكشف عن أن خضوع المشركين لم يكن خضوعا مجردا نابعا عن الحب المجرد بل ناجما عن عقيدة خاصة في الآلهة والأرباب، والاعتقاد بأن أمر التدبير بعضه أو كله بيدهم وأن مصيرهم موكول إليهم.
نعم لم تكن عقيدتهم في ربوبيتهم على درجة واحدة، بل كانت تختلف حسب اختلاف الظروف والشرائط.
فطائفة منهم تعتقد بسعة ربوبية الأرباب والآلهة كما كان عليه المشركون في عصر إبراهيم حيث كانوا يعتقدون بربوبية النجم والقمر والشمس للموجودات الأرضية كما حكاه سبحانه عنهم في عدة من الآيات، قال سبحانه: * (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين...) *. (2) وطائفة أخرى تعتقد بضيق ربوبية تلك الآلهة وتخصها

1. التوبة / 31.
2. الأنعام / 75 - 80.
(٤١)
مفاتيح البحث: العصر (بعد الظهر) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 47 ... » »»