بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٥٦
* (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور) *. (1) * (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) *. (2) فلو كان الحلف بغير الله شركا وأمرا قبيحا، فكيف يصدر منه سبحانه وقد وصف الشرك بالفحشاء، وقال: * (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله عندما لا تعلمون) *. (3) والقبيح قبيح مطلقا دون فرق بين ارتكابه من قبل الخالق أو المخلوق، وهذا يعرب عن أن الحلف بغير الله سبحانه إذا كان لغاية عقلائية أمر لا محذور فيه.
ثم إن الغاية - غالبا - من حلفه سبحانه بالأمور الكونية هي الإشارة إلى الأسرار المكنونة فيها ودعوة الناس إلى الإمعان فيها وكشف رموزها، ولكن الغاية في حلف الإنسان بالذوات القدسية - وراء الإشارة إلى قدسيتهم - هي إما الترغيب أو الترهيب أو كسب ثقة المقابل.
وإذا عطفنا النظر إلى السنة النبوية نجد أن رسول الله يحلف

1. الطور / 1 - 6.
2. الحجر / 72.
3. الأعراف / 28.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»