منهم من الاستغراب أول مرة سوف لا يبقى على حالته وقوته في المرة الخامسة، بل يضعف جدا إلى أن يزول.
وهكذا نقول في مسألتنا، فإن القرآن قد أخبر: أن نوحا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وهذا غير عمره قبل النبوة! وأن عيسى عليه السلام لم يمت وإنما رفعه الله إليه كما في قوله تعالى: ﴿وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما﴾ (1).
وأيضا فقد جاء في روايات الصحيحين (البخاري ومسلم) أنه سينزل إلى الأرض، وكذلك جاء فيهما أن الدجال موجود حي (2).
وعليه فعندما تتحدث الروايات الصحيحة ويشهد الشهود، وتتوالى الاعترافات بوجود (المهدي) من عترة الرسول الأكرم، من ولد فاطمة، نجل الحسن العسكري الذي ولد سنة (255 ه)، فسوف لا يبقى عند ذلك وجه للاستغراب والانكار إلا عنادا واستكبارا.
وقد جاء في تفسير الرازي: قال بعض الأطباء: العمر الإنساني لا يزيد على مائة وعشرين سنة، والآية تدل على خلاف قولهم، والعقل يوافقها، فإن البقاء على التركيب الذي في الإنسان ممكن لذاته وإلا لما بقي، ودوام تأثير المؤثر فيه ممكن، لأن المؤثر فيه إن كان واجب الوجود فظاهر الدوام، وإن كان غيره فله مؤثر، وينتهي إلى الواجب وهو دائم، فتأثيره