المسانيد - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٣٣٨
أحاديث ابن عباس (خصال عشر) أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة - قال: حدثنا يحيى، قال:
حدثنا عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلونا يا هؤلاء - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى -؟ قال: أنا أقوم معكم، فتحدثوا، فلا أدري ما قالوا، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول: أف وتف يقعون في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يحزنه الله أبدا ".
فأشرف من استشرف فقال: " أين علي؟ " وهو في الرحا يطحن، وما كان أحدكم يطحن فدعاه وهو أرمد، ما يكاد أن يبصر، فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فدفعهما إليه، فجاء بصفية بنت حي، وبعث أبا بكر بسورة التوبة، وبعث عليا خلفه فأخذها منه فقال: " لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ". ودعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحسن والحسين و عليا وفاطمة الزهراء عليهم السلام فمد عليهم ثوبا فقال:
" اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ".
وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة عليهم السلام ولبس ثوب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونام، فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم يحسبون أنه نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فجاء أبو بكر فقال: يا نبي الله! فقال علي: إن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قد ذهب نحو بئر ميمون فاتبعه، فدخل معه الغار. وكان المشركون يرمون عليا حتى أصبح. وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي:
أخرج معك؟ فقال: " لا " فبكى فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي؟ " ثم قال: " أنت خليفتي يعني في كل مؤمن من بعدي ".
قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو في طريقه ليس له طريق غيره، وقال:
" من كنت وليه فعلي وليه ".
قال ابن عباس: وقد أخبرنا الله في القرآن إنه قد رضي عن أصحاب الشجرة، فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم. قال: و قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعمر حين قال: إئذن لي فلأضرب عنقه يعني حاطبا، وقال:
" ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: " اعلموا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " (5 / 112) ح / 8409
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»