المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد - الشيخ فارس الحسون - الصفحة ٤٥
طرف من كفتي الميزان.
وهذا ما جرى على شيخنا المفيد، فإنه رضوان الله عليه بأسلوبه البديع وأخلاقه العظيمة ودليله القاطع بين معتقده خدمة للحق، فوقف أمامه العامة، وأبدوا تعصبا ملحوظا تجاهه، وبدل ردهم عليه بالمثل والدليل استعملوا أسوء الألفاظ في حقه وأغلظوا معه في القول، حتى بعد عن وطنه عدة مرات.
قال معاصره الأكبر منه سنا ابن النديم: ابن المعلم أبو عبد الله، في عصرنا انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة، مقدم في صناعة الكلام، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا.
قال ابن أبي طي: هو شيخ مشايخ الطائفة، ولسان الإمامية، ورئيس الكلام والفقه والجدل، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية، وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، خشن اللباس.
قال الشيخ أبو العباس النجاشي: شيخنا، وأستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.
قال ابن الجوزي: شيخ الإمامية وعالمها، صنف على مذهبهم، ومن أصحابه المرتضى، وكان لابن المعلم مجلس نظر بداره بدرب رياح يحضره كافة العلماء، وكانت له منزلة عند أمراء الأطراف يميلهم إلى مذهبه.
فهرست ابن النديم: 178، رجال النجاشي: 399 403 ترجمة رقم 1067، تاريخ بغداد: 3 / 231، المنتظم: 8 / 11 12، العبر: 3 / 114 155، مرآة الجنان: 3 / 28. سنة 338 ه‍:
فيها: في آخر ربيع الأول وقعت فتنة بين الشيعة والسنة، ونهبت الكرخ.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»