العترة والصحابة في السنة - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٤٧
حدثنا هناد بن السرى، قال: نا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث علي كرم الله وجهه وهو باليمن بذهيبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر، الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري بن علاثة العامري، ثم إحدى بني كلاب وزيد الخير الطائي، ثم أحد بني نبهان قال:
" فغضبت قريش فقالوا: أيعطى صناديد نجد ويدعنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني إنما فعلت ذلك لا تألفهم " فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين نأتي الجبين محلوق الرأس فقال:
اتق الله يا محمد! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ " قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أن خالد بن الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن من ضئضئي هذا قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ".
أخرجه مسلم في " الجامع الصحيح " (1 / 340) حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا عبد الواحد، عن عمارة بن القعقاع، قال:
نا عبد الرحمن بن أبي نعيم، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبية في أديم مقروظ لم تصل من ترابها. قال: فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع أما علقمة بن علاثة وأما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه: " كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء " قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" ألا تأمنوني وأنا آمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء " فقال رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال: " يا رسول الله: اتق الله، فقال: " ويلك أو لست أحق أهل الأرض بأن يتقي الله ".
ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله! ألا أضرب عنقه؟ فقال: " لا لعله أن يكون يصلي " قال خالد: وكم من مصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم " قال: ثم نظر إليه وهو مقف فقال:
" إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قال: أظنه قال: " لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود " أخرجه مسلم في " الصحيح " (1 / 341)
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»