الفصل العاشر في تقدم الشيعة في علم اللغة، وفيه صحائف الصحيفة الأولى في أول من جمع كلام العرب وحصره وزم جميعه وبين قيام الأبنية من حروف المعجم وتعاقب الحروف فاعلم أن أول من أسس ذلك بنظر صائب لم يتقدمه أحد فيه هو الحبر العلامة شيخ العالم حجة الأدب ترجمة لسان العرب المولى أبو الصفاء الخليل بن أحمد الأزدي اليحمدي الفراهيدي رضي الله عنه وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم بالأدب.
قال الأزهري في أول تهذيبه ما نصه، ولم أر خلافا بين أهل المعرفة وحملة هذا العلم أن التأسيس المجمل في أول كتاب العين أنه لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد، وان ابن المظفر أكمل الكتاب عليه بعد تلقينه إياه عنه، وعلمت أنه لا يتقدم أحد الخليل فيما أسسه ورسمه.
قلت: لا خلاف في أن أول من رسم علم اللغة هو الخليل بن أحمد، وأنه أول من صنف فيه، وإنما الخلاف في المصنف الذي في أيدي الناس المسمى بكتاب العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد، فبين ناف للنسبة وبين مثبت لها.