جبرئيل - خوفا من مخالفة قومه - وقال: أخي جبرئيل ان الناس جديد عهد بالإسلام فلعلهم لا يمتثلون أمري في ولاية علي أو ينالنا منهم سوء، فعرج جبرئيل ثم هبط على النبي (ص) وقد وصل إلى غدير خم، وقد جاءه بهذه الآية عن الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ".
فحينما جاءه الأمر من الله بالعزيمة ووجوب التبليغ، عند ذلك نزل النبي (ص) بذلك المكان وحط رحله هناك حتى لحق به من تأخر عنه، وأرجع إليه من تقدمه، وكان من ذلك المكان تتشعب منه الطرق، طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وغيرهم.
فجمع رسول الله الناس قبل أن يتفرقوا، ولما اجتمعوا صلى بهم الفريضة، ثم خطبهم - عن الله عز وجل - بخطبة جامعة ذكر فيها أصول الدين وفروعه وسائر أحكامه، وحث الناس فيها على إطاعة الله في أوامره والانتهاء عن نواهيه.
وأشاد بفضل القرآن وأهل بيته وإنهما الثقلان اللذان خلفهما على الأمة، ثم تناول عليا بيده المباركة من يده الكريمة ورفعه حتى بان بياض إبطيهما، ونادى فأسمع: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار.