تواتر حديث الغدير والاحتجاج به وقد حمل حديث الغدير عن رسول الله (ص) كل من كان معه من تلك الجماهير التي كانت تربو على مائة ألف من بلدان شتى، فلذا شاع حديث الغدير وتواتر عند جميع المسلمين وبقي خالدا بذكراه العطرة في الأجيال كلها.
على ان لأئمة الهدى (ع) وسائر أهل البيت وشيعتهم من الصحابة والتابعين والعلماء والمؤلفين والشعراء والأدباء طرقا تمثل الحكمة في بثه وإشاعته في الأعصار والأمصار.
فقد قام أمير المؤمنين (ع) يحتج به على الناس مرارا عديدة أيام خلافة الخلفاء، وأيام خلافته احتج به على الناس حتى يبقى خالدا، ومن ذلك:
ما احتج به أيام خلافته (ع) إذ جمع الناس في الرحبة ليناشد كل أمرئ مسلم سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام وشهد بما سمع، وانه لا يقم ويشهد به إلا من رآه بعينه وسمع مقالته بأذنه، فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنى عشر بدريا، فشهدوا ان رسول الله (ص) أخذ بيده وقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، فقال (ص):
من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وقعد عن الشهادة بالحديث - يومئذ - ثلاثة نفر أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهادة فأصابتهم دعوة أمير المؤمنين (ع) كأنس بن مالك حيث قال له علي: مالك القوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذ منه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت ونسيت، فقال علي (ع) له: ان كنت كاذبا فضربك الله ببياض لا تواريه