ويؤيد ذلك قول النبي (ص) في آخر خطبة خطبها في مسجده وهي خطبة طويلة منها قال: " أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم فمن أحبه ووالاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله، وأدى ما وجب عليه من الله، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم لا حجة له عند الله... الخ (1).
وربما يضاف - لهذا الإنسان - إلى عمى البصيرة، ويؤيد ذلك قول الله عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (فقوله تعالى: (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (المراد من العمى في هذه الآية الكريمة عمى البصر لا البصيرة.
وعلى كل المراد من الإمام - في هذا القول الأول - مطلق من أتخذ إماما من إمام هدى أو ضلالة، وهذا المعنى يلائم ظاهر الآية ولا يخالفها بشيء وتذكره بعض الأخبار المروية عن النبي (ص) وأهل بيته وصحبه ومنها ما ورد عن علي أمير المؤمنين (ع) إنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليأت كل قوم بمن يأتمون به في الحياة الدنيا وذلك قول الله عز وجل: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم (.