أصح الأقوال ثلاثة ولكن الحقيقة التي تتلائم مع الآيتين والآيات الأخر من القرآن، وتتلائم مع الأخبار المروية عن النبي (ص) وأهل بيته الأطهار من طرق الفريقين هي أحد القولين الأولين أو كلاهما مع القول الثالث وهذا هو الأظهر.
أما الأقوال الثلاثة الأخرى فمعلومة البطلان لمخالفتها لنص الآية الكريمة، فإن الآية تقول: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم (فلو كان المراد من الإمام الكتاب الذي فيه تسجيل عمل كل إنسان فردا فردا لقال: (يوم ندعو كل إنسان بإمامه)، ولو كان المراد من الإمام اللوح المحفوظ الذي فيه تسجيل كل ما قدر لبني الإنسان من أول إيجاده إلى آخر الدنيا لقال: (يوم ندعو الناس جميعا بإمامهم)، ولو كان المراد من الإمام الأمهات لقال: (يوم ندعو كل إنسان بإمامه)، أو: (ندعو كل الناس بإمهاتهم).
هذا مع العلم أيضا أن كتاب تسجيل العمل لا يقال له إمام، لأن الإمام هو المقتدى المتبع كالرسل والأنبياء والأوصياء وما انزل الله عليهم من كتب وما شرع لهم ولأممهم من نظم.
وكذلك الأمهات لا تطلق عليها لفظة إمام، وعليه نعود إلى الأقوال الثلاثة الأولى وبيان الحقيقة فيها فنقول: