كما سمى جل وعلا جماعة آخرين - أيضا - أئمة ولكن يقتدى بهم في الضلال، وإنهم يدعون إلى النار، وأضافهم إلى الكفر، وأمر بقتالهم لعدم وفائهم بأيمانهم كما في قوله تعالى: (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ([التوبة / 12]، وقال تعالى: (وجعلناهم (1) أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ([القصص / 42].
أما المراد من أئمة الهدى، وأئمة الضلال فمعلوم أن أئمة الهدى والحق هم الذين يجتبيهم الله ويختارهم في كل زمان لهداية أهله، أنبياء كانوا كإبراهيم الخليل ومحمد الحبيب (ص) أو غير أنبياء كأوصياء الأنبياء السابقين، وكأئمة الهدى من آل محمد (ص) وهم جميعا يدعون الناس إلى الهدى بأمر الله لا بأمرهم ويقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم، ويؤيدهم الله سبحانه بالمعجزات وخوارق العادات التي يجريها على أيديهم لتكون دليلا على صدقهم، وأئمة الضلال والباطل هم الذين تسلطوا على الناس بالقوة، أو اتخذهم بعض الناس أئمة واختاروهم واقتدوا بهم في الدنيا بدون تشريع وإذن خاص من الله ورسوله، وهؤلاء يدعون إلى النار لأنهم يقدمون أمر قبل أمرهم الله وحكمهم قبل حكم الله، ويأخذون بأهوائهم وأهواء اتباعهم خلاف ما في كتاب الله، والله تعالى يقول: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ([المؤمنون / 72].