البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ١٩
الوداع: أنظروا ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
والمقصود من هذه المقدمة أن عمل الوهابية خلاف ما عليه الكتاب والسنة، لتطابقها على لزوم التودد والتحابب بين المسلمين، لا على التنافر والتعاند ورمي بعضهم بعضا بالكفر، والتعدي بالضرب والشتم. وما علينا إلا البلاغ المبين، تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق، إذا عرفت ما مهدناه لك فنقول: إن هذه الرسالة مشتملة على مسائل، وخاتمة.
المسألة الأولى في الشفاعة قالت الوهابية: الشفاعة للأنبياء والأولياء منقطعة في الدنيا، وإنما هي ثابتة لهم في الآخرة، فلو جعل العبد بينه وبين الله تعالى وسائط من عباده يسألهم الشفاعة كان ذلك شركا، وعبادة لغير الله تعالى، فاللازم أن يوجه العبد دعاءه إلى ربه ويقول: اللهم اجعلنا ممن تناله شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا يجوز له أن يقول: يا محمد اشفع لي عند الله.
محتجين عليه بقوله تعالى: وإن المساجد لله، فلا تدعوا مع الله أحدا وقوله سبحانه: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وقوله جل شأنه: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وقوله عز من قائل: لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا.
قال محمد بن عبد الوهاب في رسالته كشف الشبهات: فإن قال: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى الشفاعة، واطلبه مما أعطاه الله. فالجواب: أن الله أعطاه الشفاعة، ونهاك عن هذا! وقال: فلا تدع مع الله أحدا، وأيضا: فإن الشفاعة أعطاها غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصح أن الملائكة يشفعون، والأولياء يشفعون،
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»