بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون نعم لو فرض أن المسلمين تنازعوا أو اختلفوا إلى شئ فالواجب عليهم أن يردوه إلى الله والرسول لقوله تعالى: وإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وقوله سبحانه:
وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ومع ذلك لو طعن طاعن في طائفة من المسلمين وجعلوا يرمونهم بالسب والشتم ونسبة الكفر والإلحاد كان ذلك تفرقا منهيا عنه بقوله عز شأنه: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقوله سبحانه: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم فالله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالاعتصام بحبله، ونهاهم عن التفرق، وفسر الاعتصام بحبله بالتمسك بدينه، ولا ريب أن دينه الإسلام لقوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام والإسلام هو الإيمان المفسر بالشهادتين.
تحريم التفرق والاختلاف فإذن: المسلمون على ملة واحدة، نعم جعل لهم حدودا وحرمات لا يجوز التعدي عنها لقوله تعالى: وتلك حدود الله فلا تعتدوها فحرم عليهم الظلم، وحرم عليهم دمائهم وأعراضهم وأموالهم، ففي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حجة الوداع: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا: هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب.
وفي البخاري - بطرق عديدة - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في حجة