وجاء بعد علقمة إبراهيم النخعي (1)، وبعد إبراهيم حماد بن أبي سليمان (2)، وبعد حماد جاء أبو حنيفة.
وقد صعد أبو حنيفة من اتجاه أهل الرأي في دمجه الاجتهاد بالقياس.
فمثلا قوله: إن أبا هريرة لم يكن مجتهدا، وكان يسمع أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، ولا علم له بالناسخ والمنسوخ، وإذن فلم يكن مجتهدا ولا طائل من وراء رواياته.
وينسحب رأيه أيضا على بعض رواة الحديث مثل طاووس اليماني وعطاء بن أبي رباح وطعنه على بعض التابعين.
ومن هنا فقد انتشر فقه أبي حنيفة في البلدان وتلقفه الناس دونما اعتراض حتى بلغ ذروة انتشاره في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث.
وقد أثار ذلك حنق المحدثين، فقد اعتبروا " صيادلة " في قبال الفقهاء الذين هم " أطباء ".