البخاري وصحيحه - الشيخ حسين غيب غلامي - الصفحة ٢٣
القسم الثالث:
معارضة البخاري لفقه أبي حنيفة ويبحث في هذه المسألة فقه أبي حنيفة، وخلافات أهل الحديث وأهل الرأي بهذا الخصوص.
رأى المحدثون انتشار الصحابة بعد النبي في البلدان، وتحديثهم الناس بقدر ما سمعوه من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا صادفهم شئ لم يسمعوا فيه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثا فأما توقفوا حتى استفتوا أهل المدينة عنه، أو يعملون بآرائهم الشخصية، ففتح بذلك أبواب الرأي والنظر.
وعبد الله بن مسعود من الذين قدموا الكوفة فلم يكن على غرار الصحابة في موقفه، فقد كان يحدث ما سمعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا صادفته مسألة لم يسمع فيها حديثا أشار إلى ذلك بقوله: أقول برأيي (1)، فهو إذن اجتهاد منه.
وجاء بعد ابن مسعود تلميذه علقمة الذي سار على خطى معلمه،

(1) أنظر: مسند أحمد - مسند المكثرين من الصحابة رقم 3891، سنن النسائي الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب البغدادي: 476.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست