وقد علمنا أن ابن حجر أيضا علم ذلك من البخاري في تغيير مواضيع الكلمات حيث نبه عليها بعض الأحناف في تعريضه عليه:
" ومن دأبه في كتبه لا سيما " فتح الباري " أنه يغادر حديثا في باب يكون مؤيدا للحنفية مع علمه به ثم يذكره في غير مظانه لئلا ينتفع به الحنفية " (1).
وعلى كل ذلك، قال ابن حجر في " فتح الباري " في الاعتذار للبخاري عن عدم إخراجه (ويح عمار تقتله الفئة الباغية) ما لفظه: إعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع، وقال إن البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود، قال الحميدي: لعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها.
قال ابن حجر: قلت: يظهر لي أن البخاري حذفها عمدا، وذلك لنكتة خفية وهي أن أبا سعيد اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري; وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه: " فقال أبو سعيد: فحدثني أصحابي، ولم اسمعه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية " ابن سمية وهو عمار وسمية اسم