وقال الزركشي: وقد صنف الحافظ ابن عبد البر جزءا سماه " الاستظهار في طريق حديث عمار " وقال هذا الحديث من إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالغيب وأعلام نبوته، وهو من أصح الأحاديث، ثم قال الزركشي: عمارا كان مع علي وقتله أصحاب معاوية (1).
وقال ابن الوزير: وأما ترك البخاري لأول الحديث فغير قادح; لأن آخره أشد وعيدا من أوله، ولعله ترك أوله تقية من المتعصبين، فقد ثبت في ترجمته أنه امتحن (2)، وذكر ابن حجر أنه مات وكتابه مسودة لم تبيض، ثم قال: ويدل على تقية البخاري في شأن عمار، أنه لم يذكر حديثه هذا في مناقبه وفي صحيحه، وإنما احتال لذكره في مواضع لا ينتبه الطلبة فيها، مثل باب: مسح الغبار في كتاب " الجهاد " (3) والتعاون في بناء المساجد في كتاب " الصلاة " (4) موهما أنه ما أورده إلا للتعريف بهذه الأحكام المعلومة التي لا يهم محصل بإيثارها على معرفة الحق من الباطل في فتنة أهل الإسلام، انتهى كلام المصنف في هوامش " التلخيص " (5).