ولقد كان توحيد محمد غامضا (!) ولا شك أنه يعد اللات والعزى ومناة كائنات سماوية أقل من الله). انتهى.
ومع أننا تبعا لأهل البيت عليهم السلام نرفض رواية الغرانيق من أصلها ونعتقد أنها واحدة من افتراءات قريش الكثيرة على النبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد وفاته.. ونستدل بوجودها على أن مطلب قريش كان الاعتراف بآلهتها وشفاعتهن وأن منافقي قريش وضعوا هذه الروايات طعنا في عصمة النبي صلى الله عليه وآله فخدموا بذلك هدف قريش الخبيث وهدف أعداء الإسلام في كل العصور!
ومع أن المستشرقين لا يحتاجون إلى الروايات الموضوعة ليتمسكوا بها، فهم يكذبون على نبينا وعلى مصادرنا جهارا نهارا، ولكن تأسفنا لأن مصادر إخواننا روت عدة افتراءات على النبي صلى الله عليه وآله على أنها حقائق، منها قصة الغرانيق، وقصة ورقة بن نوفل في بدء الوحي وغيرها من الروايات المخالفة للعقل والتهذيب والاحترام الذي ينبغي للنبي صلى الله عليه وآله..
ولم ترو ما في مصادرنا من بغض النبي لأصنام قريش منذ طفولته، ولا تكذيب رواية ورقة والتأكيد على الأفق المبين الذي نص عليه القرآن وبدأ الوحي عليه.. ولما رأى المستشرقون تلك الروايات فرحوا بها وحاولوا أن يشككوا بسببها في نبوة نبينا صلى الله عليه وآله!!
وذكر الباحث السوداني عبد الله النعيم، في هامش كتابه المذكور: المصادر التي روت حديث الغرانيق وهي: طبقات ابن سعد: 1 / 205 وتاريخ الطبري: 2 ص 226، وتاريخ ابن الأثير: 2 / 77 وسيرة ابن سيد الناس:
1 / 157.