الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٢٨
للحجة، فالمصداق الاجتماعي للحق هو الذي يقايس الناس وفقا لقيمه ومعاييره، فما توافق معه كان إلى الجنة حيث وعد الله تعالى، ما تناقض معه كان إلى جهنم حيث أنذر الله تعالى.
ب - أما الحقيقة الثانية في هذا المجال فهو موضوع الشفاعة، حيث تطرح الآيات القرآنية موضوع الشفاعة في العديد من المواضع، وقد أجمعت روايات أهل البيت (عليه السلام) على وجود شفاعة كاملة للرسول وآله الطاهرين) صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) متى ما شاؤوا وكيفما شاؤوا، وقد خالف تيار الضلالة كعادته ذلك فقال بالشفاعة الصورية (1) التي يعبر عنها فضل الله بالصورة التالية المتداعية من قوله: (2) الشفاعة من أين

(١) ينكر فضل الله في ردوده على أجوبة المرجع الديني الكبير الشيخ التبريزي أن يكون قد قال بالشفاعة الصورية ولكن النص المدرج والعديد من النصوص الأخرى المتناثرة في طيات كتبه لا سيما من وحي القرآن قد تحدث فيها عن ذلك بطرقه المعهودة التي تتراوح بين التوائية عجيبة في التعبير، وبين صراحة كما هو حال النص أعلاه.
(2) النص باللهجة العامية العراقية واللبنانية وما سنضعه بين قوسين هو منا للتوضيح.
- يا سبحان الله هل تغافل هذا الرجل عن منطوق العديد من الآيات القرآنية التي تحدثت عن التفاضل عند الله بين الخلق كما في قوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثيرة الخبيث} [المائدة: 100] وقوله تعالى: {وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم} [النحل: 76]، وقوله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} [الزمر:
9]، وقوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير والذين أمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون} (غافر: 58]، وقوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعلمون خبير} [الحديد 10]؟.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست