الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠٢
الاستضعاف الديني.
كل ذلك من أقسام الاستضعاف الديني.
الاستضعاف السياسي:
هناك قسم من الاستضعاف أولى بأن يسمى الاستضعاف السياسي، وهم المؤمنون حقا القائمون بالوظائف بالخوف وتحت غطاء التقية غير أن قوى الكفر والشرك والعدوان قد وضعت في طريقهم عراقيل وقهرتهم، وهم الذين دعا القرآن الكريم المسلمين الأحرار إلى الجهاد ضد عدوهم لتحريرهم من الاضطهاد، قال سبحانه: * (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا) * (النساء / 75).
وفي هذه الآية يدعو القرآن المسلمين الغيارى إلى التفدية والتضحية لتحرير إخوانهم المسلمين المكبلين بالقيود، فما أحسن الحياة إذا كانت في طريق الجهاد، وما أحسن التضحية إذا تمت لتحرير الإخوان.
الاستضعاف الاقتصادي:
وهناك نوع من الاستضعاف وهو سلطة الأغنياء على الفقراء واستنزاف دمائهم، ونهب ثرواتهم، واستغلال طاقاتهم بنحو من الأنحاء، وإليه الإشارة في قوله سبحانه: * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) * (القصص / 5) وما ورد حول الواجبات المالية من الزكاة والصدقات والأخماس يشير إلى هذا النوع من الاستضعاف.
وهذه عبرة عاجلة بمسألة الاستضعاف والتفصيل يطلب من محاله.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»