الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٢٠
الآن حول القرآن الكريم، وكلها تؤكد على صيانة الكتاب العزيز من أية زيادة أو نقيصة وخلوه من كل تغيير أو تبديل، فكيف يتهم " جبرين " الشيعة الإمامية بأنهم يطعنون في القرآن؟
وأما الروايات فهي مضافا إلى كونها ضعيفة شاذة، أو مجعولة موضوعة لا يأبه بها الشيعة الإمامية - لا تشكل عقيدة الشيعة الإمامية، إذ ليس كل ما في الروايات يعكس عقيدتهم، حتى يؤاخذون عليها، حتى لو افترضت صحة بعضها سندا - فكيف يؤاخذون عليها والحال أنها - كما قلناه - ليست بصحيحة.
إن القرآن الكريم حسب عقيدة المسلمين سنة وشيعة الذي بأيدي الناس هو ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع خصوصياته الحاضرة.
وكما لا يعبأ أعلام السنة بروايات التحريف الواردة في مصادرهم، كذلك لا يأبه علماء الشيعة أيضا بما ورد في بعض مصادرهم لضعفها وشذوذها، وظهور آثار الاختلاق عليها.
الصحابة في مرآة القرآن والحديث:
وأما قول " جبرين ": حول موقف الشيعة الإمامية من الصحابة ففيه مغالطة وتغطية للحق إذ لا تجد على أديم الأرض مسلما يعتنق الإسلام ويحب النبي الأكرم، يبغض أصحاب النبي الأكرم بما أنهم أصحابه وأنصاره، بل الكل ينظر إليهم في هذا المجال بنظر التكريم والتبجيل، ومن أبغضهم أو سبهم بهذا المنظار، فهو كافر، أبعده الله. ولكن إذا صدر منهم فعل لا يوافق الكتاب والسنة فقام أحد بذكر فعله وتوصيف حاله حسب دلالة عمله وفعله عليه وقال: إنه ركب الخطاء، أو صدرت منه المعصية، أو قتل نفسا بغير نفس، إلى غير ذلك من المحرمات والموبقات، فقد تبع القرآن الكريم والسنة النبوية والسلف الصالح.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»