الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١٧
أما ما يقوله الشيعة حول القرآن الكريم فإليك طائفة من أقوال أبرز شخصياتهم القدامى والمتأخرين نذكرها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - قال الشيخ الصدوق (المتوفى 381 ه‍) في رسالته التي وضعها لبيان معتقدات الشيعة الإمامية: اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدفتين وهو ما بأيدي الناس ليس بأكثر من ذلك.
ثم قال: ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب (1).
2 - قال الشريف المرتضى (المتوفى عام 436 ه‍): إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيرا ومنقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟ (2) 3 - وقال الشيخ الطوسي (المتوفى 460 ه‍): وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق بهذا الكتاب المقصود منه العلم بمعاني القرآن، لأن الزيادة مجمع على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا (3).
4 - قال العلامة الحلي (المتوفى 726 ه‍) في أحد مؤلفاته: الحق أنه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه (أي القرآن) وأنه لم يزد ولم ينقص ونعوذ بالله

1. اعتقادات الإمامية المطبوعة مع شرح الباب الحادي عشر.
2. مجمع البيان: 1 / 15.
3. مقدمة تفسير التبيان.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»