الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٧
المولجة بالفتوى والشأن الديني العام، إضافة إلى أثر عقائدهم والرموز المثالية التي قد تعلق بها وجدانهم الفردي والعام، والتي جعلت منهم جماعة صعبة المراس في وجه الباطل والظلم، قادرة على الصبر والتضحية وعشق الشهادة والإخلاص للمبدأ. والذي يدرس في التاريخ القديم والحديث يعلم حقيقة ما نقول، ويعلم أن المسلمين الشيعة يمثلون أصعب عقبة باقية في وجه ما يخطط للمنطقة والعالم من سيطرة صهيونية غربية تحت ستار عالم القطب الواحد، أو الحكومة العالمية كما يخططون، أو على الأقل، العقبة الأصعب في وجه ما يخطط من " شرق أوسطي جديد " حسب مصطلحهم.
إننا نرى أن تعاظم الهجمة على عقائد المسلمين الشيعة، ابتداء من العصمة والإمامة وانتهاء بعقيدة المهدي (عج)، إنما هو من معالم هذا المخطط، بهدف تهجين الشيعة من منطلق عقائدي، وذلك بانتزاع عناصر القوة المختزنة في البنية النفسية والوجدانية للشيعي، بزعزعة ما ترتبط به من العناصر في العقائد المتماسكة في منطق قوي واضح، وفي الوعي الناقد للتاريخ الديني والسياسي، وفي الرموز التي تجسد واقعيا القيم الكبرى للإنسان السوي، المتمثلة بالأنبياء (عليهم السلام) والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وبالخاصة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأصحاب الكساء (عليهم السلام)، وحيثيات عاشوراء، وحياة الأئمة (عليهم السلام)، الأمر الذي يفقد الشيعي الأثر الاستنهاضي لمكونات عقيدته
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»