الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٩
بحيث لو تجاهلها أهل العلم والغيارى على حقائق الرسالة الإلهية، لمرت دون أذى يذكر، لتجاهلنا الأمر، لكن إصرار مثيريها ومثابرتهم على الإثارات وتعاظمها، وتعاضد الأدوار في هذا الاتجاه بما يبدو أنه نهج تبشيري منظم، يركز على تضليل الناشئة الذين لا اطلاع لديهم، جعل من الضروري معالجة الارتياب الذي تحدثه، ولسان حالنا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، فالسكوت أشد ضررا، وأسوأ أثرا.
على أن توحيد المسلمين لا يقتضي توحيد المذاهب ولا إزالة الفروقات بين المسلمين، فهذا مطلب لا ينال، فاختلاف الآراء لا خطر فيه، بل الخطر هو في عدائية الاختلاف التي تتجلى بتكفير شريحة من المسلمين، والافتراء عليهم، بتشويه صورتهم في أذهان العامة، مما يخلق البغضاء والحواجز النفسية بين المسلمين ويصدع وحدتهم. إن الوحدة لا تستلزم انعدام الفوارق، فهذا مستحيل، بل تقتضي الاعتراف بالآخر ضمن إطار الإسلام الجامع، ولا تقتضي حجر الفكر، بل هدف الوحدة لا يسقط التكليف على كل نفس في البحث عن حقيقة كل أمر فيه اختلاف، وليس مهما أن يكون المسلم هنا أو هناك، بل المهم أن يستبصر الحقائق من أي موقع هو فيه، لأن الله تعالى يقول: * (.. قفوهم إنهم مسؤولون..) *، إنما إثارة المواضيع من هذا القبيل في هذا الظرف بالذات هو الذي يؤذي الموقف العام، لذلك وجدناه موضع شبهة وارتياب، حتى لو جاء مع حسن نية وقصد. لكن الإثارة، خاصة ضمن المعطيات التي نوهنا بها، جعلت الدفاع ضروريا ومشروعا، حفاظا على الخط الإسلامي
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 6 7 8 9 10 11 12 13 15 ... » »»