الإمام المهدي عليه السلام - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٣٢
فإذا راقبنا أنفسنا وطبقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي، نكون ممهدين ومساعدين ومعاونين على تحقق الأرضية المناسبة لظهور الإمام (عليه السلام).
وتبقى كلمة سجلتها عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه المناسبة، يقول الإمام (عليه السلام) - كما في نهج البلاغة -: " ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم، فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته، مات شهيدا " (1).
وعندنا في الروايات: أن من كان كذا ومات قبل مجئ الإمام (عليه السلام) مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته.
يقول الإمام (عليه السلام): " فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه، فإن لكل شئ مدة وأجلا " (2).
ففي نفس الوقت الذي نحن مأمورون بالدعاء بتعجيل الفرج، فنحن مأمورون أيضا لتهيئة أنفسنا، وللاستعداد الكامل لأن نكون بخدمته، وإذا عمل كل فرد منا بوظائفه، وعرف حق ربه عز وجل وحق رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحق أهل بيته (عليهم السلام)، فقد تمت الأرضية المناسبة لظهوره (عليه السلام)، ولا أقل من أنا أدينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الإمام (عليه السلام).
وكنت أقصد أن ألخص البحث في بعض الجهات الأخرى حتى أوفر

(١) نهج البلاغة ٢ / 156 خطبة 185.
(2) تأويل الآيات: 642، البحار 52 / 144 ح 63.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 » »»
الفهرست