الإمام المهدي عليه السلام - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٣٠
حيث لا يكون مانع وتتم المقدمات والأرضية المناسبة لظهوره.
وهذا متى يكون؟
العلم عند الله سبحانه وتعالى، فيمكن أن يكون غدا، ويمكن أن يكون بعد غد، وهكذا، وهذه نقطة.
والنقطة الثانية: إن في رواياتنا أن حكومة المهدي ستكون حكومة داود (عليه السلام)، إنه يحكم بحكم داود (عليه السلام)، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إنما أقضي بينكم بالبينات والإيمان وبعضكم ألحن بحجته من بعض، وأيما رجل قطعت له قطعة فإنما أقطع له قطعة من نار " (1). أوضح لكم هذه الرواية: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا تخاصم إليه رجلان على كتاب مثلا، على دار، أو على أي شئ آخر، يطلب من المدعي البينة، وحينئذ إن أقام البينة أخذ الكتاب من المدعى عليه وسلمه إلى المدعي، وهذا الحكم يكون على أساس البينة، يقول رسول الله إنما أقضي عليكم إنما أقضي بينكم بالبينة، أما إذا كانت البينة كاذبة والمدعي أقامها وعن هذا الطريق تملك الكتاب، فليعلم بأن الكتاب هذا قطعة من النار، أنا وظيفتي أن أحكم بينكم بحسب البينة، لكن أنت المدعي إن كنت تعلم بينك وبين ربك أن الكتاب ليس لك، فلا يجوز لك أخذ هذا الكتاب.
إذن، يكون حكم رسول الله والحكم الإسلامي على أساس القواعد المقررة، وهذه هي الأدلة الظاهرية المعمول بها.
فإذا جاء المهدي سلام الله عليه، لا يأخذ بهذه القواعد والأحكام الظاهرية، وإنما يحكم طبق الواقع، فإذا جاء ورأى أن الكتاب الذي بيدي

(١) الكافي ٧ / 414 رقم 1، باختلاف بالألفاظ.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 » »»
الفهرست