الإمام المهدي عليه السلام - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٢٦
بل يقول: " لا ندري ما صار "، ولد، إلا أنه لا ندري ما صار، ما وقع عليه، لا يعترف ببقائه، لأنه يستبعد البقاء هذه المدة، ولا ينفي البقاء لأنه يتنافى مع الأحاديث، يعترف بالولادة فيقول: لا ندري ما صار، وأين صار، وما وقع عليه، مما يظهر أنهم ملتزمون بهذه الأحاديث، ومن التزم بهذه الأحاديث لا بد وأن يلتزم بولادة المهدي (عليه السلام) ووجوده.
ثم الاستبعاد دائما وفي كل شئ، وفي كل أمر من الأمور، الاستبعاد يزول إن حدث له نظير، لو أنك تيقنت عدم شئ أو عدم إمكان شئ، فوقع فرد واحد ومصداق واحد لذلك الشئ، ذلك الاعتقاد بالعدم الذي كنت تجزم به مائة بالمائة سيكون تسعين بالمائة، لوقوع فرد واحد، فإذا وقع فرد آخر، وإذا وقع فرد ثالث، ومصداق رابع، هذا الاعتقاد الذي كان مائة بالمائة ثم أصبح تسعين بالمائة، ينزل على ثمانين، وسبعين، و، و، إلى خمسين وتحت الخمسين، فحينئذ، نقول للسعد التفتازاني:
إن الله سبحانه وتعالى أمكنه أن يعمر نوحا هذا العمر، أمكنه أن يبقي خضرا في هذا العالم هذه المدة، أمكنه سبحانه وتعالى أن يبقي عيسى في العالم الآخر هذه المدة، الذي هو من ضروريات عقائد المسلمين، ومن يمكنه أن ينكر وجود عيسى؟! وأيضا: في رواياتهم هم يثبتون وجود الدجال الآن، يقولون بوجوده منذ ذلك الزمان، فإذا تعددت الأفراد، وتعددت المصاديق، وتعددت الشواهد، يقل الاستبعاد يوما فيوما، وهذه الاكتشافات والاختراعات التي ترونها يوما فيوما تبدل المستحيلات إلى ممكنات، فحينئذ ليس لسعد التفتازاني وغيره إلا الاستبعاد، وقد ذكرنا أن الاستبعاد يزول شيئا فشيئا.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست