الإمام المهدي عليه السلام - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٣١
هذا الكتاب الذي بحوزتي هو لزيد، أخذه مني وأرجعه إلى زيد، وإذا علم أن هذه الدار التي أسكنها ملك لعمرو أخذها مني وأرجعها إلى عمرو، فكل حق يرجع إلى صاحبه بحسب الواقع.
وعلى هذا، إذا كان الإمام (عليه السلام) ظهوره بغتة، وكان حكمه بحسب الواقع، فنحن ماذا يكون تكليفنا فيما يتعلق بنا في شؤوننا الداخلية والشخصية؟ في أمورنا الاجتماعية؟ في حقوق الله سبحانه وتعالى علينا؟
وفي حقوق الآخرين علينا؟ ماذا يكون تكليفنا وفي كل لحظة نحتمل ظهور الإمام (عليه السلام)، وفي تلك اللحظة نعتقد بأن حكومته ستكون طبق الواقع لا على أساس القواعد الظاهرية؟ حينئذ ماذا يكون تكليف كل فرد منا؟
وهذا معنى " أفضل الأعمال انتظار الفرج ".
وهذا معنى ما ورد في الروايات من أن الأئمة (سلام الله عليهم) كانوا ينهون الأصحاب عن الاستعجال بظهور الإمام (عليه السلام)، إنما كانوا يأمرون ويؤكدون على إطاعة الإنسان لربه وأن يكون مستعدا لظهور الإمام (عليه السلام).
وبعبارة أخرى: مسألة الانتظار، ومسألة ترقب الحكومة الحقة، هذه المسألة خير وسيلة لإصلاح الفرد والمجتمع، وإذا صلحنا فقد مهدنا الطريق لظهور الإمام (عليه السلام)، ولأن نكون من أعوانه وأنصاره.
ولذا أمرونا بكثرة الدعاء لفرجهم، ولذا أمرونا بالانتظار لظهورهم، هذا الانتظار معناه أن يعكس الإنسان في نفسه ويطبق على نفسه ما يقتضيه الواقع، قبل أن يأتي الإمام (عليه السلام) ويكون هو المطبق، ولربما يكون هناك شخص يواجه الإمام (عليه السلام) ويأخذ الإمام منه كل شئ، لأن كل الأشياء التي بحوزته ليست له، وهذا ممكن.
(٣١)
مفاتيح البحث: انتظار الفرج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 » »»
الفهرست