الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٥٤
خلق من طينته، وتفرع من نبعته (1)، وخصه بسره، وجعله باب مدينته، وعلم المسلمين، وأبان ببغضه المنافقين (2)، فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته، ويمضي على سنن استقامته، لا يعرج لراحلة الدأب (3)، ها هو مفلق الهام، ومكسر الأصنام، إذ صلى والناس مشركون، وأطاع والناس مرتابون، فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر، وأفنى أهل أحد، وفرق جمع هوازن، فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا! قد اجتهدت في القول، وبالغت في النصيحة، وبالله التوفيق، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فقال معاوية، والله يا أم الخير، ما أردت بهذا الكلام

(1) أي أصله.
(2) إشارة لقوله صلى الله عليه وآله: يا علي، لا يحبك منافق، ولا يبغضك مؤمن. وقول بعض أصحابه رضي الله عنهم: كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا عليه السلام.
(3) يعرج: يميل، والدأب: العادة أو الاجتهاد.
(٥٤)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست