الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٤٤
بعده الامر.
قال لها: صدقت، فهل تحفظين كلامك، يوم صفين؟
قالت: ما أحفظه. قال: ولكني والله أحفظه، لله أبوك لقد سمعتك تقولين: أيها الناس، إنكم في فتنة غشتكم جلابيب الظلم، وجارت بكم عن قصد المحجة، فيا لها من فتنة عمياء صماء يسمع لقائلها، ولا ينظار (1) لسائقها.
أيها الناس، إن المصباح لا يضيء في الشمس، وإن الكوكب لا يقد في القمر، وإن البغل لا يسبق الفرس، وإن الزف (2) لا يوازن الحجر، ولا يقطع الحديد إلا الحديد.
ألا من استر شدنا أرشدناه، ومن استخبرنا أخبرناه، إن الحق كان يطلب ضالته (3) فأصابها، فصبرا يا معشر

(١) أي لا يهمل، ولا يتراوض.
(٢) الزف: صغير الريش، أو صغير الحصى. وتعني أن الفرق بين معاوية وعلي عليه السلام كالفرق بين المصباح والشمس، والكوكب والقمر... الخ.
(3) الضالة: التائهة.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست