الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٤٢
فقال لأصحابه: إنكم يحفظ كلام الزرقاء؟ فقال القوم: كلنا نحفظه يا أمير المؤمنين.
قال: فما تشيرون علي فيها؟ قالوا: نشير عليك بقتلها. قال: بئس ما أشرتم علي به، أيحسن بمثلي أن يتحدث الناس أني قتلت امرأة بعد ما ملكت وصار الامر لي؟
ثم دعا كاتبه في الليل، فكتب إلى عامله في الكوفة أن أوفد إلى الزرقاء ابنة عدي مع ثقة من محرمها وعدة من فرسان قومها، ومهدها وطاء لينا، واسترها بستر حصيف (1). فلما ورد عليه الكتاب، ركب إليها، فأقرأها الكتاب، فقالت: أما أنا فغير زائغة عن طاعة، وإن كان أمير المؤمنين جعل المشيئة إلى لم أرم (2) من بلدي هذا، وإن كان حكم الامر فالطاعة له أولى بي، فحملها في هودج، وجعل غشاءه حبرا (3) مبطنا بعصب (4) اليمن، ثم

(1) الحصيف: المحكم.
(2) أي لم أبرح ولم أفارق.
(3) الحبر: ثوب من قطن أو كتان مخطط كان يصنع باليمن.
(4) العصب: صنف من برود اليمن.
(٤٢)
مفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست