بدم عثمان بن عفان، واستنجد على هذا الأمر، وأعلن إنهم بعد الظفر يتركون أمر الخلافة شورى، وتبعه الزبير، فتكلم بمثل كلامه.
فقام إليهما ناس من أهل البصرة، فقالوا لهما: ألم تبايعا عليا فيمن بايعه، ففيم بايعتماه ثم نكثتما؟
فادعيا أنهما بايعا مكرهين.
فقال ناس: قد صدقا وأحسنا القول، وقال ناس:
ما صدقا ولا أصابا في القول، حتى ارتفعت الأصوات، ثم إن عائشة تكلمت بما لا يخرج عن مضمون كلام طلحة والزبير.
أهل البصرة يردون:
فماج الناس واختلطوا، فمن قائل إن القول ما قالت، ومن قائل يقول: وما هي وهذا الأمر. وارتفعت الأصوات حتى تضاربوا بالنعال وتراموا بالحصى، ثم إن الناس تمايزوا فصاروا فريقين: فريق مع عثمان بن حنيف، وفريق مع عائشة وأصحابها.