جوامعه وأصوله، وهذا العلم يكاد يلحق بالمعجزات، لأن القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر ولا تنهض بهذا الاستنباط.
وقال الرازي ملخصا بعد حذف المحادثات في الرد على محمد بن زكريا الطبيب في الإلحاد وإبطال النبوات والشرائع، قال الرازي:
فاستخرج من اللغة العربية، وهو النحو العروض، وهما معياران لكلام العرب، وأخذ أهلها من حكماء الأمة وأئمة الهدى، لأن النحو رسمه أمير المؤمنين على عليه السلام لأبى الأسود الدؤلي، وكان عليه السلام حكيم دهره، بل رأس الحكماء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأمة.
وكذلك العروض فأخذ أصله الخليل بن أحمد عن رجل من أصحاب الإمام علي بن الحسين (السجاد) بن علي بن أبى طالب عليه السلام، وكان أيضا حكيم دهره وإمام زمانه، ثم قاس عليه الخليل بن أحمد وأخرجه للناس.
وهذان الأصلان أحدثا في هذه الأمة ثورة لغوية أدت إلى ضبط نطق الآيات القرآنية وسلامة معانيها.