التابعين أويس القرني، وقتل بصفين بين يدي الامام علي عليه السلام، فلما انقضى شهر محرم وأهل شهر صفر من سنة 37 ه، بعث الامام علي عليه السلام رجلا من أصحابه، يقال له مرثد بن الحارث، حتى وقف بين الصفين قريبا من عسكر معاوية، ثم نادى بأعلى صوته عند غروب الشمس: يا أهل الشام! ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول لكم، إنا كففنا عنكم هذا الشهر الحرام فلم تكفوا عنا، ووالله ما كففنا عنكم شكا في أمركم ولا جبنا عنكم، وإنما كففنا لخروج هذا الشهر المحرم لترجعوا إلى الحق، واحتججنا عليكم بكتاب الله عز وجل ودعوناكم، فلم تنتهوا عن الطغيان، والظلم والعدوان، والكذب والبهتان، ولم تجيبوا إلى الحق والبرهان فانا قد أنذرناكم على سواء ان الله لا يحب الخائنين.
فعلم أهل الشام ان الامام علي عليه السلام سيحارب هم وإنه إنما كان ينتظر انسلاخ الشهر، ففزعوا إلى معاوية، وذلك في أول يوم من شهر صفر من سنة 37 هجرية، فعبئ معاوية أصحابه واستعد لخوض غمار الحرب.