الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٩ - الصفحة ٣١
الناس إليه، وأرشدهم لله تعالى بالذي رأوا فاتقي الله يا معاوية وانته عما قد أزمعت عليه من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بما أصاب به أنصار الجمل، فقال معاوية:
كأنك انما جئت متهددا، كلا والله يا عدي! إني لابن صخر ابن حرب ما يقعقع لي بالشنآن، اما انك من المجلبين على عثمان وأنا أرجو أن تكون ممن يقتله الله!، فأراد عدي اجابته فسبقه شبث بن ربعي فقال: يا معاوية! لقد أتيناك فيما يصلحنا وإياك، فصرت تضرب لنا الأمثال التي لا ينتفع بها أحد.
ثم تكلم يزيد بن قيس فقال: يا معاوية! اننا لم نأتك إلا لنبلغ ما بعثنا به ونؤدي عنك ما نسمعه منك، وان صاحبنا هو من قد عرفته وعرفه المسلمون، وإننا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى ولا أهدى في الدين، ولا أجمع خصال الخير كلها منه.
فأجابهم معاوية بقوله: انكم قد دعوتم إلى الطاعة والجماعة، فاما الجماعة التي دعوتم إليها فنعما هي! وأما الطاعة لصاحبكم فإننا لا نراها واجبة علينا، لأن
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست