على قرب منه ليعوده أثناء تمريضه ويشرف عليه بنفسه صلى الله عليه وآله، وبعد أن خذل الله المشركين وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون إلى المدينة واستقر سعد في مكانه بالمسجد رفع بصره إلى السماء وقال: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلى أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه. وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بنى قريظة.
ولقد استجاب الله دعاءه، فكانت إصابته هذه طريقه إلى الشهادة، إذ لقى ربه بعد شهر، متأثرا بجراحه، لكنه لم يمت حتى شفى الله صدره من بنى قريظة.
ذلك أنه بعد أن يئست قريش من اقتحام المدينة المنورة وطال الزمن ودب الخلاف فيما بينهم بالإضافة إلى فذلكة وخطة نعيم بن مسعود الأشجعي وخلق بذور الشك بين المشركين وبين بنى قريظة. وقد داهمتهم في تلك الليلة عاصفة هو جاء وبرد شديد مصحوبة بالزوابع