الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ٣٨
واشتد القتال وحمي الوطيس، وفي أول جولة من المبارزة قتل صناديد قريش وهم عتبة، وشيبة، والوليد، وما انجلت الحب حتى قتل سبعون طاغية من صناديد قريش وشجعانهم، واسر مثلهم، فانهزم الجمع وولوا الدبر، وقد استشهد من المسلمين أربعة عشر صحابيا، تجد ذلك مفصلا في أبواب أخرى من هذا الكتاب.
وكان المقداد قد أسر النضر بن الحارث، فلما خرج النبي (صلى الله عليه وآله) من بدر وقبل أن يصل المدينة، عرض عليه الأسرى، فنظر إلى النضر بن الحارث فأمده البصر، فقال لرجل إلى جنبه: محمد والله قاتلي! لقد نظر إلي بعينين فيهما الموت! فقال الذي إلى جنبه: والله ما هذا منك إلا الرعب.
فقال النضر لمصعب بن عمير: يا مصعب، أنت أقرب من هاهنا بي رحما كلم صاحبك أن يجعلني كرجل من أصحابي أن قتلوا قتلت، وأن من عليهم من علي، هو والله قاتلي أن لم تفعل.
قال مصعب: إنك كنت تقول في كتاب الله كذا
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»