صعصعة يؤبن عليا (عليه السلام) لما الحد أمير المؤمنين (عليه السلام) (1) وذلك قبل طلوع الفجر من ليلة إحدى وعشرين من شهر الصيام في قبره بالغري، وقف أولاده وخلص أصحابه على ضريحه الطاهر وهم في حالة حزن وبكاء، وقد ارتج الوادي من بكائهم، وكان من جملة أصحابه صعصعة بن صوحان العبدي، فوقف على شفير قبره وألقى كلمة أبن بها إمامه الراحل (عليه السلام) ثم وضع إحدى يديه على فؤاده والأخرى قد أخذ بها التراب قال: بأبي أنت يا أمير المؤمنين، ثم قال:
هنيئا لك يا أبا الحسن فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك وعظم جهادك، وظفرت برأيك وربحت تجارتك، وقدمت إلى خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته،