من جهة وللخلافات الموجودة آنذاك مع بريطانيا بشأن أفغانستان (الولايات الإيرانية سابقا) وما ينتج عنها من تحريضات وتحركات معادية لإيران من جهة أخرى، وقد كان النظام منفرطا تماما في جميع أنحاء إيران. وكان الإنجليز يحاولون إيجاد فاصلة بعيدة بين روسيا والهند وذلك بخلق دويلات صغيرة ضعيفة، لتكون الهند بذلك في مأمن من جاراتها لضعف هذه الجارات من جهة ولتكون بعيدة عن حدود روسيا من جهة أخرى. وكان مخططهم يقضي بتحويل ولايات خراسان وفارس وخوزستان وكرمان وبلوجستان إلى ولايات مستقلة على غرار ما فعلوه في أفغانستان، وقد تسنى لهم ذلك في بعض الأوقات ولا سيما في الأوقات التي كانت فيها إيران تعيش الفوضى والاضطراب، إلا أنهم كانوا يصطدمون في كل مرة بعقبات معينة، حتى كان زمن صدارة الحاج الميرزا آقاسي فرأوا الوقت مناسبا لتنفيذ مخططاتهم، ومن ثم دفعوا آغاخان الساخط إلى العصيان. وقد ذكرت عدة أسباب لعصيان آغاخان منها علاقته بالإنجليز ووعدهم له بالسلطنة المستقلة في كرمان وبلوجستان ومنها عدم رضاه عن الأوضاع وحبه اللامحدود للجاه وطموحه للمناصب العليا في السلطة بل الأخذ بمقاليد الحكم في الدولة.
قدم آغاخان من مرقد عبد العظيم إلى مدينة طهران، ولجأ فيها إلى دار الحاج الميرزا آقاسي حتى صدر العفو عنه. وحين عزم على العصيان والتمرد، بادر للوهلة الأولى إلى استئذان الشاه محمد بالسفر متذرعا بعزمه على الذهاب إلى الحج، فوافق الشاه على طلبه وأذن له. وحينئذ أرسل آغاخان أهله وعياله وأمواله إلى العتبات المقدسة في العراق عن طريق بغداد، وتظاهر هو بالاستعداد للسفر، فاشترى خمسمائة جواد عربي واستخدم عددا كبيرا من الفرسان الشجعان وبعد اكتمال مستلزمات العصيان خرج إلى كرمان مع إخوانه وأنصاره في شهر رجب عام 1255 ه.
ولكي يسهل الأمر عليه، استعان بالميرزا أحمد صانع الورق والخطاط المعروف في أصفهان في تزوير أمر شاهي يقضي بتعيين آغا خان حاكما على كرمان