وأصبحت مزارا للمسلمين يفدون إليها من كل صوب. (1) أغفل ذكر مشهد جماعة من علماء العرب منهم ابن خرداذبه والمقدسي وأبو الفداء. وذكرها الإصطخري وابن حوقل وزكريا بن محمد بن محمود القزويني وياقوت الحموي وابن بطوطة.
أما كتاب الفرس فقد ذكرها صاحب كتاب نزهة القلوب، وذكرها الأمير زين الدين محمد في كتاب زينة المجالس، والقاضي نور الله التستري الحسيني في مجالس المؤمنين، وأحمد الرازي في هفت إقليم، وميرزا حسين الزنوزي في رياض الجنة، وفرهاد ميرزا في كتاب جام جم.
وذكر مشهد من تاأوربيين فورشاير الرحالة الإنكليزي في المجلد الثاني من رحلته وقد اجتاز بها سنة 1783 والسير جون ملكلم سفير إنكلترا على عهد فتح علي شاه ذكرها صاحبه ماكدونال كينير في كتابه جغرافية إيران. والرحالة الإنكليزي فيروزور وقد مر بها في منتصف القرن التاسع عشر وعاشر طائفة من خاصة أهلها وتظاهر بالإسلام توصلا إلى مقاصده فنجح، والمتجول هانوي في رحلته إلى روسيا وإيران سنة 1743 وقد تمكن من الدخول إلى نفس مشهد الرضا وأفاض في تاريخه القديم والحديث وأورد فصولا شائقة عن البلدة وأحصى مدارسها وعدد طلابها وذكر أوقافها وأجناسها إلى غير ذلك.
وذكرها أيضا الدكتور ريتر الألماني من أساتذة جامعة برلين وأعضاء المجمع العلمي في كتابه خطط إيران بالألمانية وكثيرا ما يعتمد على كلان فيروزور المتقدم ذكره. والمسيو كنولي وقد مر عليها مجتازا إلى الهند سنة 1823 م والمسيو فريه الرحالة الفرنسي مارا بها سنة 1845 في المجلد الأول من رحلته، وصف منظر البلاد الطبيعي وأورد من تاريخها وتعددت له أغلاط، منها أن قوله إن مشهد وطوس واقعة في أقصى خراسان، مع أن أقصى ديار خراسان بلخ، وقوله: أن الكتابات في أثر المشهد لا يرتقي تاريخها إلى أبعد من عصور الصفويين، والحال أن قسما منها