أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٨٦
الفن ومن أجلائه وأعيانه حاز قصب السبق في ميدان علم الرجال، له كتاب فهرس مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي.
6 - والشيخ الطوسي (385 - 460 ه‍) الغني عن التعريف، عمل كتابين أحدهما الفهرست والآخر الرجال، ويعدان من أمهات الكتب الرجالية.
وتوالى التأليف في علم الرجال كما في قرينه علم الدراية إلى عصرنا هذا، وقد أنهى الشيخ الطهراني، المؤلفين من الشيعة في علم الرجال فبلغوا قرابة خمسمائة مؤلف، شكر الله مساعي الجميع.
هذا عرض موجز لمشاركة علماء الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية عن طريق تأسيس العلوم وإكمالها وتطويرها، وأنت إذا وقفت على جهودهم الجبارة في القرون الأولى وما بعدها إلى عصرنا الحاضر، تقف على طائفة كبيرة من عمالقة العلم وجهابذة الفضل، كرسوا حياتهم الثمينة في إرساء صرح الحضارة الإسلامية ورفع قواعدها، فخلدوا لأنفسهم صحائف بيضاء، ولصالح أمتهم حضارة إنسانية، كل ذلك في ظروف قاسية، وسلطات ظالمة شديدة الكلب، وأضغان محتدمة، إلا في فترات يسيرة.
13 - قدماء الشيعة والعلوم العقلية جاء الإسلام ليحرر عقل الإنسان وتفكيره من الأغلال المتراكمة الموروثة التي توارثها قهرا من الأجيال الماضية، فهو يخاطب العقل ويدعوه إلى التأمل والتفكير، ويخاطب القلب والضمير بما حوله من الأدلة الناطقة، ويكفي في توضيح ذلك أن الذكر الحكيم استعمل مادة " العقل " بمختلف صورها (47) مرة، و " التفكر " (18) مرة، و " اللب " (16) مرة و " التدبر " (4) مرات و " النهى " مرتين.
فبذلك نهى عن التقليد وحث على التعقل ببيانات مختلفة.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»