مرتضى الأنصاري (1212 - 1281 ه) وعصر تلميذه الشيخ محمد كاظم الخراساني (1255 - 1329 ه) ففي هذه الفترة، أي القرون الثلاثة، ألفت مئات الكتب والرسائل في ذلك المجال، ولا أغالي إذا قلت: إنه لم تبلغ طائفة من الطوائف الإسلامية تلك الدرجة التي وصلت إليها الشيعة في علمي الفقه والأصول من جانب كثرة الانتاج والاستيعاب ودقة النظر، شكر الله مساعيهم.
11 - قدماء الشيعة وعلم المغازي والسير مغازي النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) جزء من تاريخ حياته وسيرته، والرسول (صلى الله عليه وآله) قدوة وأسوة، وفعله كقوله حجة بلا إشكال، وقد وضع بعضهم كتبا في فقه السيرة (1) فكان على المسلمين ضبط دقيقها وجليلها، وقد قاموا بذلك لولا أن الخلافة حالت دون الأمنية، ولكن قيض الله سبحانه، رجالا في الشيعة في ذلك المجال ضبطوا سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) ومغازيه، منهم:
1 - ابن إسحاق، محمد بن إسحاق (ت 151 ه) عده الشيخ الطوسي في رجاله (2) من أصحاب الإمام الصادق. ولأجل انتمائه إلى بيت النبوة وصفه ابن حجر في التقريب: " بأنه إمام المغازي، صدوق، يدلس، ورمي بالتشيع والقدر " (3).
وفي مختصر الذهبي: أنه كان صدوقا من بحور العلم.
في تاريخ اليافعي عن شعبة بن الحجاج أنه قال: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث (4).