أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٩
ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم} (1) ففزعوا في الأصول والفروع إلى علي وعترته الطاهرة، وانحازوا عن الطائفة الأخرى من الذين لم يتعبدوا بنصوص الخلافة والولاية وزعامة العترة، حيث تركوا النصوص، وأخذوا بالمصالح.
إن الآثار المروية في حق شيعة الإمام عن لسان النبي الأكرم - والذين هم بالتالي شيعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) - ترفع اللثام عن وجه الحقيقة، وتعرب عن التفاف قسم من المهاجرين حول الوصي، فكانوا معروفين بشيعة علي في عصر الرسالة، وإن النبي الأكرم وصفهم في كلماته بأنهم هم الفائزون، وإن كنت في شك من هذا فسأتلو عليك بعض ما ورد من النصوص في المقام:
1 - أخرج ابن مردويه عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟ قال: " يا عائشة أما تقرئين: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} " (2).
2 - أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي فقال النبي: " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة "، ونزلت:
{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية (3).
3 - أخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا: " علي خير البرية " (4).
4 - وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت: " إن الذين آمنوا وعملوا

(١) الحجرات: ١.
(2) الدر المنثور للسيوطي 6: 589 والآية هي السابعة من سورة البينة.
(3) الدر المنثور للسيوطي 6: 589.
(4) نفس المصدر.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»