إبطال ما استدل به لإمامة أبي بكر - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٣
ولكن بغض النظر عن هذه الناحية، لو نظرنا إلى ملابسات هذه القضية والقرائن الداخلية في ألفاظ الخبر، وأيضا القرائن الخارجية التي لها علاقة بهذا الخبر، لرأيتم أن إرسال أبي بكر إلى الصلاة كان بإيعاز من عائشة نفسها، ولم يكن من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فمن جملة القرائن المهمة التي لها الأثر البالغ في فهم هذه القضية: قضية أمر رسول الله بخروج القوم مع أسامة، قضية بعث أسامة، وتأكيده (صلى الله عليه وآله وسلم) على هذا البعث إلى آخر لحظة من حياته المباركة.
أما أن النبي كان يؤكد على بعث أسامة، وإلى آخر لحظة من حياته، فلم يخالف فيه أحد، ولا خلاف فيه أبدا، وهو مذكور في كتبنا وفي كتبهم، فلا خلاف في هذا.
وأما أن كبار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر كانا في هذا البعث، فهذا أيضا ثابت بالكتب المعتبرة التي نقلت هذا الخبر، فكيف يأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخروج أبي بكر في بعث أسامة، ويؤكد على خروجه إلى آخر لحظة من حياته، ومع ذلك يأمر أبا بكر أن يصلي في مكانه؟
وهنا يضطر مثل ابن تيمية لأن ينكر وجود أبي بكر في بعث أسامة، ويقول هذا كذب، لأنه يعلم بأن وجود أبي بكر في بعث
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست