إبطال ما استدل به لإمامة أبي بكر - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٢
القرآن، وليس فيها اسم علي ولا اسم غير علي.
قوله تعالى: (سيجنبها الأتقى) يتوقف الاستدلال به على مقدمات، حتى تتم دلالة الآية على إمامة أبي بكر أولا: الاستدلال بهذه الآية على إمامة أبي بكر يتوقف على سقوط جميع الأدلة التي أقامها الإمامية على عصمة علي (عليه السلام)، وإلا فالمعصوم أكرم عند الله سبحانه وتعالى ممن يؤتي ماله يتزكى، فإذن، يتوقف الاستدلال بهذه الآية على إمامة أبي بكر - لو كانت نازلة فيه - على عدم تمامية تلك الأدلة التي أقامها الإمامية على عصمة علي (عليه السلام)، وإلا فلو تم شئ من تلك الأدلة لكان علي أكرم عند الله سبحانه وتعالى، وحينئذ يبطل هذا الاستدلال.
وثانيا: يتوقف الاستدلال بهذه الآية المباركة لأكرمية أبي بكر، على أن لا يتم ما استدل به لأفضلية علي (عليه السلام)، وإلا لتعارضا بناء على صحة هذا الاستدلال وحجية هذا الحديث الوارد في ذيل هذه الآية المباركة، ويكون الدليلان حجتين متعارضتين، ويتساقطان، فلا تبقى في الآية هذه دلالة على إمامته.
ولكن مما لا يحتاج إلى أدلة إثبات هو: أن عليا (عليه السلام) لم يسجد لصنم قط، وأبو بكر سجد، ولذا يقولون - إذا ذكروا عليا -: كرم الله وجهه، وهذا يقتضي أن يكون علي أكرم عند الله سبحانه وتعالى.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست